كما أنه خدم خلال فترة شبابه الحسن البريدي، وهو حاكم في العصر العباسي، وكان حينها برفقة أستاذه أبو ماهر الشيرازي، ولم يذكر الطبري في مؤلفاته أسماء أساتذة آخرين له، وإنما ذكر أبو ماهر الشيرازي كمعلم له، وأجرى الطبري مع أستاذه الشيرازي تجارب إكلينيكية في مستشفى  البصرة، فكان الطبري يؤمن بأهمية الدراسات السريرية وإجراء التدريب العلمي في المستشفيات، وهناك اكتسب خبرة واسعة، واهتم أيضًا بأمراض الأطفال على وجه الخصوص، وناقشها ووصفها بالتفصيل وأدخل ستين مصطلحًا جديدًا في طب الأطفال، وبهذا المجال درس ووصف تشنجات الأطفال، وسرطان الجهاز الهضمي، وسرطان الأمعاء، وحصى الكلى والمثانة، والمزيد.

كان متواضعًا يستشهد بأعمال الأطباء الآخرين ويأخدها بعين الاعتبار، ويهتم بالتدريب السريري،وكان  طبيبًا مشهورًا ومحط ثقة الكثير من الناس والسياسيين، فشغل أبو الحسن الطبري منصب  الطبيب الخاص لركن الدولة البويهية

كان  طبيبًا مبدعًا ومبتكرًا، له نظرة واسعة وشاملة في الطب، فكان قادرًا على فحص وتشخيص وعلاج الأمراض التي تصيب كافة أجزاء الجسم، كما أنه تجنب تشخيص الأمراض ووصف العلاجات دون التحقق من ماهية المرض بعد الفحص الدقيق للمريض، وكان يهتم بالفلسفة وأخلاقيات مهنة الطب.

ولد أبو الحسن الطبري في مدينة آمل في إيران ويُنسب إلى طبرستان،ولكن لا يُعرف التاريخ الدقيق لمولده، ومع هذا يقول أحد المصادر أنه ولد في حوالي عام 916، واشتهر أبو الحسن الطبري بأعماله الموسوعية القيمة في الطب.

له أيضا كتاب تحفة الملوك، وحفظ الصحة، وكتاب في ترتيب الأغذية، ومنافع الأطعمة والأشربة والعقاقير، وكتاب الرقى وكتاب في الحجامة. أضاف الزركلي إلى مؤلفاته كتاب «الدين والدولة» الذي يدافع فيه عن الإسلام. وله أيضا «الرد على أصناف النصارى»