إن أول اشتغاله بالعلم أنه قصد إلى أن يتعلم أقليدس ليزداد في صناعة النجارة جودة على دقائقها ويتصرف في أعمالها، وكان في تلك الأيام يعمل في مسجد خاتون غربي دمشق، فكان في كل غداة لا يصل إلى ذلك الموضع إلا وقد حفظ شيئا ً من أقليدس، ويحل أيضًا ً منه في طريقه وعند فراغه من العمل، إلى أن حل كتاب أقليدس بأسره، وفهمه فهما ً جيدا ً وقوي فيه، ثم نظر أيضًا ً في كتاب المجسطي, وشرع في قراءته و حله، وانصرف بكليته إلى صناعة الهندسة وعرف بها، وكان فاضلا ً في الهندسة والعلوم الرياضية، ليس في زمانه مثله فاجتمع به، وقرأ عليه، وأخذ عنه شيئا ً كثيرا من معارفه.