7JEWMSJD2M

الاندلس والمغرب
بعد بضعة أيام قضاها ابن بطوطة في طنجة، أعد نفسه لرحلة إلى بلاد الأندلس في شبه الجزيرة الايبيرية. وكان ملك قشتالة ألفونسو الحادي عشر قد هدد بمهاجمة جبل طارق، وذلك في عام 1350، عندها غادر ابن بطوطة طنجة مع مجموعة من المسلمين للدفاع عن الميناء. وعند وصول ابن بطوطة كان الطاعون قد قضى على الملك ألفونسو وإنحسر خطر الغزو، عندها تحولت الرحلة إلى نزهة. وقام بجولة في بلنسية وانتهى به المطاف في غرناطة.
قرر ابن بطوطة بعد رحيله من بلاد الأندلس العودة إلى المغرب، وفي طريق عودته إلى الديار استقر لفترة من الوقت في مراكش، حيث كانت تقريبا كمدينة أشباح بعد مرض الطاعون الذي حل فيها، وقد نقلت العاصمة أيضا إلى مدينة فاس. عاد ابن بطوطة مرة أخرى إلى طنجة ولكنه بقي لفترة قصيرة، وفي عام 1324 وقبل عامين من زيارته الأولى للقاهرة، مر في غرب أفريقيا بأرض منسى موسى «ملك ملوك» بمملكة مالي، وهو في طريقه للحج، وقد أثار ضجة كبيرة لعرضه ثروات باهظة قام بجلبها من وطنه الغني بالذهب. على الرغم من أن ابن بطوطة لم يذكر هذه الزيارة على وجه التحديد، ولكنه عندما سمع هذه القصة ربما قد تكون نمت فكرة ما برأسه قرر بعدها أن يعبر الصحاري الأفريقية ويزور الدول الإسلامية البعيدة.