دعم الرَّشيد العلوم والفُنون بشكلٍ كبير، وكان ذلك واضحًا جليًا في عصره، فمن توسُّع العاصمة بغداد وازدهارها التجاري، إلى إنشاء بيمارستان الرَّشيد، وبناء أول مصنع للورق في بغداد، بالإضافة إلى تأسيس بيت الحكمة وفتح أبوابها لطُلَّاب العلم، واهتمامه بنقل التَّرجمة من اللُّغات المُختلفة إلى اللُّغة العربيَّة، كانت جميعها كفيلة بإظهار التقدُّم العلمي والازدهار الثَّقافي الذي شهدته البلاد، وخاصةً العاصمة بغداد في عهد الرَّشيد. ويُعتبر هارُون الرَّشيد أحد أكثر الخُلفاء المُسلمين شُهرةً حول العالم، وأكثرهم ذكرًا حتى في المصادر الغربيَّة، ويعود ذلك إلى كتاب ألف ليلة وليلة، والوفود التي أرسلها ملك الفرنج شارلمان لفتح علاقاتٍ ودية مبنية على مصالح عديدة، فضلًا عن إرسال الرَّشيد ساعة مائيَّة إليه، وكانت اختراعًا لم يعتدْه الغرب، في حين لا تذكر المصادر العربيَّة أو الإسلاميَّة شيئًا عن هذه العلاقة.