طفولته
عاش هارُون، الابن الثَّاني للخيزُران بعد أخيه موسى بعد ولادته في قصر والده بالرَّي، فقد كان يحميها خندق، وسورٌ سميك، ويسقيها نهران بمياهٍ وفيرة. وبعد أن أصبح هارُون في الثَّالثة أو الرَّابعة من عُمره، عاد المهدي إلى العاصمة العبَّاسيَّة بغداد، وسكن في القصر الذي بناه على شاطئ دجلة، فقد كانت زوجات رجال أهل الحل والعقد يتنافسن بعد ولادته على شرف إرضاعه. ولِما كان لعائلة يِحيى البرمكي من روابط وثيقة تجمعهم بأسرة الخلافة، فقد دفعت الخيزُران بطفلها هارُون إلى زينب بنت مُنير، زوجة يحيى البرمكي كي ترضعه، فأرضعتهُ بلبان الفضل، وقد أرضعت الخيزران الفضل وأخاه جعفرًا بلبان هارُون، الأمر الذي ارتبط في حياة هارُون مُستقبلًا بهما، لكونهما إخوةً بالرضاعة ومن الجيل نفسه.