الحملة الهارُونيَّة على الثُّغور الرُّوميَّة
بعد أن رأى الخليفة المهدي أن هارُون قد اشتد عودُه، ولهُ من الهمة ما يُمكنه من اختباره على أرض الواقع، تجهَّز المهدي لغزو الرُّوم، فجمع الجيش العبَّاسي من أنحاء خُراسان وغيرها، كما استخلف وليَّ عهده الهادي على العاصمة بغداد نيابةً عنه في غيابه، واستصحب معهُ هارُون نحو أرض الثُّغور، مُنطلقًا في جُمادى الآخرة 162 هـ / مارس 779 م، واجتاز طريقه عبر الفُرات، إلا أن المهدي حينما توقَّف في حلب للاستراحة، وصلت لهُ معلومات بوجود زنادقة في تلك الأنحاء، فجمع من بها من تلك النَّاحية منهم، وقتلهُم، وقطَّع كتبهم بالسَّكاكين.