7JEWMSJD2M

محاولة المهدي عزل الهادي لصالح الرَّشيد
كان الخليفة المهدي قد بايع لابنه الأمير هارُون الرَّشيد بعد أخيه مُوسى الهادي سابقًا ليخلفهُ في الحُكم، إلا أنّ الخيزُران كانت تُميل أكثر للرَّشيد، ولعلَّه وافق ما في نفس المهدي، فقد رأوا فيه من الذكاء والحكمة ورجاحة العقل، ما جعلهم يرغبون في عزل الهادي لصالح الرَّشيد، فبعث رسالة إلى الهادي يطلُب حضوره إلى العاصمة، بعد أن خرج سابقًا لمُحاربة حُكام طبرستان المُتمردين في سنة 167 هـ / 784 م، إلا أن الهادي لم يطع أمره، وعلم بطريقةٍ ما أنه لا يوجد سبب لاستدعائه كل هذه المسافة إلا إذا كان الأمر ينطوي على عزله لصالح الرَّشيد، فبعث المهدي إليه رسولًا، إلا أن الهادي ضربه وأهانه، وامتنع عن القدوم إلى بغداد، كونه أدرك بنوايا أبيه وأمه في خلعه، فغضب المهدي منه، وقرر السير على رأس جيشٍ كبير في مُحرَّم 169 هـ / أوائل أو مُنتصف يُوليو 785 م، مُتوجهًا إلى جُرجان لمُحاربة ابنه المُتمرد عليه، إلا أن وفاته خلال الطريق في ماسبذان حال دون ذلك.