7JEWMSJD2M

تُوفِّي عبّاس بن فرناس عام ثمانمئة وسبعة وثمانين ميلاديّة في قرطبة عن عُمر بلغ سبعة وسبعين عاماً، ويُشار إلى أنّ عباس بن فرناس لم يمت نتيجة سقوطه أثناء محاولته للطيران -كما ذُكِر سابقاً-، وإنّما عاش بعد ذلك اثني عشر عاماً، والحاصل أنّ هناك التباساً بينه وبين الجوهريّ الذي أجرى تجربة طيران شبيهة بتجربته، وذلك عام 1007م؛ حيث صَنع شراعاً خشبيّاً رَبَطه حول نفسه، وصعد به على سطح مسجد أمام حَشد من الناس مُحاولاً الطيران، وعلى الرغم من نجاحه في ذلك، إلّا أنّه تسبّب في سقوطه، وموته.

وفي علم الفلك، طور ابن فرناس أداة فلكية لرصد النجوم، مؤلفة من حلقات تمثل مواقع الأفلاك الرئيسية في الكرة السماوية، وطوّر بنفسه أول قبة سماوية كان الناس يجتمعون فيها لمشاهدة النجوم والغيوم والسحاب، وهو تقليد لا يزال موجودا إلى اليوم، ويعتبر من أكثر التجارب إثارة ومتعة لكثير من الناس.

مكن الإشارة كذلك لجهود ابن فرناس في الطب والصيدلة حيث درس خصائص بعض الأمراض وتوصل إلى علاجات لها عبر الأعشاب والنباتات وكان قد اتخذ كذلك طبيبا لدى قصور الأمراء في الأندلس، وكان يشرف على طعامهم والوجبات الغذائية.

يشار إلى أن هناك من حاول تقليد ابن فرناس فيما بعد وهو أبو العباس الجوهري العالم اللغوي المعروف المتوفى سنة 393هـ حوالي سنة 1003م حيث قام بمحاولة للطيران في نيسابور بخراسان وسقط ميتًا من على سطح منزله، رغم أنه صنع جناحين من الخشب محاولًا الطيران لكن يبدو أنه أخفق في الحساب والناحية العلمية بخلاف ابن فرناس الذي كان أكثر دقة.

من الجلي أن ابن فرناس لم يقم بتجربة الطيران من وحي الخيال بل سبقها بالعلم والتقصي والحساب، كما أنه كان يروج لها في بيوت العلم في قرطبة، إلى أن قدم مغامرته الرائعة والخطرة في الآن نفسه وأمام الملأ حيث سبقها إعلان وشاهدها جمع غفير من الناس، والتي لم يكررها ربما لأمور تتعلق بانزعاج نفسي جراء ما فسر على أنه إخفاق، وكذلك بعض من السخرية التي قد يكون قوبل بها من معاصريه.

حول

أَبُو اَلْقَاسِمْ عَبَّاسْ بْنْ فِرْنَاسْ بْنْ وَرْدَاسْ اَلتَّاكِرْنِي هو عالم مخترع موسوعي مسلم أندلسي. ولد في رندة بالأندلس، في زمن الدولة الأموية في الأندلس، واشتهر بمحاولته الطيران. إضافة إلى كونه شاعراً وعالمًا في الرياضيات والفلك والكيمياء والهندسة.