7JEWMSJD2M

ما إن هاجر أبو ذر حتى لازم النبي، وشاركه في غزواته. قيل إن النبي آخى بينه وبين المنذر بن عمرو، قال ابن إسحاق: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ- بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدِ بَنِي سَاعِدَةَ وَهُوَ الْمُعْنِقُ لِيَمُوتَ»، وأنكر محمد بن عمر هذه المؤاخاة، وقال: «لَمْ تَكُنِ الْمُؤَاخَاةُ إِلا قَبْلَ بَدْرٍ فَلَمَّا نَزَلَتْ أَيَّةُ الْمَوَارِيثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ».

يُذكر أن النبيّ استعمل على المدينة أبا ذر لما خرج إلى غزوة ذات الرقاع، ويقال إنه استعمل عليها عثمان بن عفان، ولما خرج النبي إلى غزوة بني المصطلق استعمله على المدينة؛ وقيل إنه استعمل نميلة بن عبد الله الليثي، كما حمل أبو ذر راية قبيلته غفار يوم حنين، ولما انطلق النفير ليجمع الرجال للمسير إلى قتال الروم في غزوة تبوك، تحسس المسلمون المتخلفين عن الغزوة، وأعلموا النبي، فقالوا: «يا رسول الله، تخلّف فلان»، فقال النبي: «دعوه، إن يكن فيه خير فسيلحقكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه»، حتى قيل: «يا رسول الله، تخلف أبو ذر»، وكان بعير أبي ذر قد أبطأ به، فأخذ متاعه، فجعله على ظهره، وخرج يغذُّ السير يتبع الجيش ماشيًا، ونظر ناظر، فقال: «إن هذا لرجل يمشي على الطريق»، فقال النبي: «كن أبا ذر»، فلما تأمله القوم، قالوا: «هو والله أبو ذر»، فقال النبي: «رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويُبعث وحده».