7JEWMSJD2M

وجاء في إحدى الروايات أن أبا ذر لما حضرته الوفاة قال لابنته: «يَا بُنَيَّةُ فَانْظُرِي هَلْ تَرِينَ أَحَدًا!»، قالت: «لا»، وأمرها بذبح شاة، وطبخها، ففعلت، وقال لها: «إذا جاءك الذين يدفنون فَقُولِي لَهُمْ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ عَلَيْكُمْ أَلا تَرْكَبُوا حَتَّى تَأْكُلُوا»، ولما نضجتْ قدرها قال لها: «انْظُرِي هَلْ تَرَيْنَ أَحَدًا؟»، فقالت له: «نَعَمْ، هَؤُلاءِ رَكْبٌ مُقْبِلُونَ». فقال لها أن تستقبل به الكعبة، ففعلت، وقال: «بِسْمِ اللَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَعَلَى ملة رسول الله»، ثم خرجت ابنته فتلقتهم، وقالت: «رَحِمَكُمُ اللَّهُ! اشْهَدُوا أَبَا ذَرٍّ»، فسألوها عن مكانه، فأشارت لهم إليه وقد مات، فقالوا: «نَعَمْ وَنِعْمَةُ عَيْنٍ! لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِذَلِكَ»، وإذا بركب جاء من الكوفة، وفيه عبد الله بن مسعود، فجعل يبكي، ويقول: «صَدَقَ رسول الله ﷺ: يَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ»، فغسلوه وكفنوه ودفنوه، فلما أرادوا الرحيل، قالت لهم ابنة أبي ذر: «إِنَّ أَبَا ذَرٍّ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، وَأَقْسَمَ عَلَيْكُمْ أَلا تَرْكَبُوا حَتَّى تَأْكُلُوا»، فَفَعَلُوا.

وقد ترك من الذرية بنتًا واحدة ضمها عثمان بن عفان إلى عياله بعد وفاة أبي ذر، وكان لأبي ذر ابنٌ اسمه «ذر».