شهدت أم سلمة صلح الحديبية، وفيه رُوي أنّ النبي قال لأصحابه بعدما أُقر الصلح: «قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا»، فتباطأ الصحابة، فقد كان في نفوسهم شيءٌ عن بنود الصلح، فحزن النبي ودخل على أم سلمة وكانت معه في تلك العُمرة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له: «يانبي الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لاتكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك»، فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ فنحر وحلق، فلمَّا رأَى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا. قال ابن حجر العسقلاني: «وإشارتها على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبيّة تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها».