7JEWMSJD2M

العودة إلى الديار والموت الأسود
بعد عودته من مدينة قوانغشتو في عام 1346م، بدأ ابن بطوطة رحلة العودة إلى المغرب. وفي كوريكود الواقعة في ولاية كيرلا في الهند، فكر مرة أخرى بأن يلقي نفسه تحت رحمة محمد بن تُغلق، ولكنه فضل أن يرحل إلى مكة. وفي طريقه نحو البصرة عبَر مضيق هرمز، حيث علم بأن أبو سعيد (آخر حكام سلالة إيلخانان) مات في بلاد فارس. وانهارت الأراضي التي كان يحكمها أبو سعيد بسبب حرب أهلية بين الفرس والمغول.

وصل ابن بطوطة مدينة دمشق في عام 1348م مع نيته مواصلة المسيرة من أجل الحج. ومن ثم علم بأن والده توفي قبل 15 سنة، وأن الموت أصبح هو الموضوع المهيمن للعام الذي بعده؛ حيث انتشر الموت الأسود (الطاعون) في الشام، وفلسطين، وجزيرة العرب. وبعد أن وصل مكة قرر الرجوع مرة أخرى إلى المغرب، بعد ما يقارب ربع القرن من مغادرة المنزل. وفي طريقه إلى هناك، زار سردينيا للمرة الأخيرة، ثم في عام 1349م عاد إلى طنجة متجاوزاً مدينة فاس، ليكتشف بأن والدته قد توفيت قبل وصوله ببضعة أشهر.