وُلد هارُون الرَّشيد في مدينة الرَّي من إقليم الجِبال، وقد تلقَّى تعليمًا جيدًا، وأحب العلم والأدب، كما تدرَّب على الفُروسيَّة والفُنون القتاليَّة. ولَّاه أبوه المهدي ولاية العهد بعد أخيه مُوسى الهادي بعد أن نجح في حملته الأُولى ضد الرُّوم، ثم أرسلهُ لقيادة حملة جهاديَّة ثانية وكانت أكبر تأثيرًا من الأولى، فقد وصلت أفواج الجيش الإسلامي إلى خليج القسطنطنيَّة ما أجبر الإمبراطُورة إيرين الأثينيَّة للمُسارعة إلى طلب الصلح ودفع الجزية لثلاثة سنوات. وبسبب قُدرات الرَّشيد وانتصاراته وإخضاعه لأعداء الخلافة، قرَّر المهدي أن يُقدم ولايتَه على أخيه الهادي، إلا أنه تُوفي آنذاك في أثناء مسيره نحو خُراسان لعزل الهادي بقُوة، ليُصبح الأخير خلفًا له في قيادة الدولة العبَّاسيَّة. حاول الهادي عزل أخيه الرَّشيد عن ولاية العهد لصالح ابنه جعفر، وسعى في ذلك وتشدَّد بهدف الضغط عليه، إلا أنه لم يتمكَّن من ذلك، فقد توفي بعد قرابة سنةٍ من حُكمه من مرض، وقيل بالسُّم.