تعددت أقوال المُؤرخين حول أخلاق وصفات الرَّشيد، وأجمع الكثير حول فصاحته وبلاغته، وحبه للعُلماء والفُقهاء وتعظيمه لحُرمات الإسلام وكراهيته الاستحداث في الدين أو الاستهزاء فيه. كان يصل العُلماء ويغدق عليهم ليدعم علمهم وحلقات تدريسهم، واشتهر منهم سفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، وإماما أهل السُّنة والجماعة، مالك بن أنس، ومُحمَّد بن إدريس الشَّافعي وغيرهم. ويُروى أنه كان يُصلي في اليوم مئة ركعة ما لم يكُن مُعتلًا أو مريضًا. لم يكُن الرَّشيد جبارًا في الأرض، فعلى الرَّغم من مكانته خليفة المُسلمين وهيبته في نفوس الناس وتعظيمهم إياه، إلا أنه كان في بعض المواطن رقيق القلب، سريع الدمعة، حيث كان يبكي إذا وقع الوعظ في نفسه، ويبكي على إسرافه في ذنوبه وتقصيره. أدى تسع حجَّات، واحدة منها على الأقل كانت مشيًا على قدميه من بغداد حتى مكَّة المُكرَّمة، وكان نذرًا لتخلُّصه من البرامكة دون عواقب كبيرة.