تعليمه
بدأ الأمير هارُون تلقيه للعلم منذ أن كان في الخامسة من عُمره، لتنتهي في الخامسة عشرة من عُمره، كما تجري العادة في تربية صغار الأمراء. تعلَّم هارُون الفتى اللُّغة العربيَّة والنَّحو والشعر والأدب وتاريخ العرب من مُعلميه أبُو الحسن الكسائيُّ، والمُفضَّل الضَّبي. سمع الحديث من أبيه المهدي وحفظ الكثير من الشعر، والحكم، والخُطب، وأيَّام العرب والإسلام. زار هارُون مجلس إمام اللُّغة في زمانه، الخليل بن أحمد الفراهيدي في البصرة، بهدف زيادة معرفته بالنَّحو والشعر، كما أخبره الأصْمعي عن طرائف العرب ومِلَحهم، وهذا ما يُفسِّر مناقشاته للعُلماء والأدباء ونقده للشعر والشُّعراء في أيام خلافته، فقد حاز على سعة من العلم والثقافة واللَّباقة. ولم يتوقف تعليمه على الكُتُب والسماع فحسب، بل كان للتدريب العسكري شأنٌ آخر لهارُون الفتى النَّاشئ، فبعد تولي والدهِ للخلافة، تدرَّب هارُون على الفُروسيَّة، والرَّمي، والطَّعن، وفنون القتال.