وصلت أنباء الهُجوم الإسلامي لمسامع الإمبراطُورة إيرين الأثينيَّة أرملة أليُون الرَّابع، وخشيت من عواقب زحف جيش المُسلمين نحو عاصمة الإمبراطوريَّة، فأرسلت الرُّسُل والسُّفراء فورًا طلبًا للصلح وإعطاء الفدية إلى الأمير هارُون، فقبل منها على شرط أن تُقيم لهُ الأدلَّاء والأسواق في طريقه لتأمين قوت الجيش، وأن تُوفي بالعهد والذمَّة، حيث أن الجيش قد دخل مدخلًا صعبًا وخشي الأمير عليهم، فأجابتهُ إلى ما سأل، ودفعت لهُ 70 ألف دينارٍ، وقيل بل 90 ألفًا، تُؤديها في الأوَّل من نيسان وحَزِيران، فقبل الأمير هارُون، وأقامت الأسواق في طريقه بناءً على طلبه، كما وجهت معه رسولًا إلى الخليفة المهدي بما بذلت، على أن تُؤدي ما تيسَّر من الذَّهب والفضَّة والعرض، وأطلقت سراح الأَسرى من المُسلمين الذين أُسروا في غارَاتٍ سابقة، وكانت الهدنة مدتها ثلاث سنين. وكانت هذه الحملة هي آخر حملةٍ عسكريَّة قادها العرب نحو القسطنطينيَّة، ثلاث حملاتٍ قام بها أوَّل خُلفاء بني أميَّة، معاوية بن أبي سُفيان (34 و48 و54 هـ / 665 و668 و674 م)، والرَّابعة في عهد سُليمان بن عبد الملك (98 هـ / 716 م)، والأخيرة في عهد مُحمَّد المهدي (165 هـ / 782 م).