7JEWMSJD2M
شجر الدر Cover Image
شجر الدر Profile Picture
شجر الدر
@shagreldor
1 مستخدم معجبين بهذا

واجهت مصر فترة من الفراغ السياسي بعد وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب وابنه توران شاه، ممّا دفع المماليك إلى مبايعة شجرة الدر في عام 1250م لتكون سلطانة مصر وحاكمتها الوحيدة في الفترة القادمة، إذ تم ذكر اسمها في خطبة الجمعة، وسك عملة معدنية تحمل اسمها، كما قامت بتقليد قادة الدولة وسادتهم أثواب الشرف كسلطانة رسمية لها، وبذلك تكون أول امرأة مسلمة ذات سيادة في تاريخ الدولة المصريّة، وقد استمر حكمها لمصر لمدة 80 يومًا.

صد الحملة الصليبية السابعة: إذ توفي السلطان الصالح نجم الدين أيوب في عام 1249م خلال الغزو الصليبي بقيادة الحاكم الفرنسي لويس التاسع على مصر، ولكن أخفت شجرة الدر خبر وفاة السلطان وقامت باستخدام أوراقًا فارغة كان السلطان قد أصدرها بتوقيعه وختمه مسبقًا لتقوم من خلالها بإصدار الأوامر للقادة والجيوش خلال الحملة، وبذلك تمكنت من الحفاظ على ثبات الجنود وتحققت النصر للدولة، بالإضافة إلى حماية مصر والقدس.

شجرة الدر امرأة لم تتكرّر كثيراً في التاريخ؛ فقد كان لها طابعها الخاص الذي يتجلّى في قوّتها وشجاعتها وجرأتها، وفي عقلها المدبّر وحكمتها الشديدة، كما كانت لها قدرة كبيرة على القيادة والإدارة، حتى إنّها كانت ترى في نفسها هذه الخصال جميعها، وكانت شديدة الإعجاب بنفسها وبإمكاناتها، ووجدت في نفسها الملكة التي تستطيع أن تحكُم البلاد وتُديرها.

ولم تجد شجرة الدرّ إزاء هذه المعارضة الشديدة بدًا من التنازل عن العرش للأمير عز الدين أيبك أتابك العسكر الذي تزوجته، وتلقب باسم الملك المعز، وكانت المدة التي قضتها على عرش البلاد ثمانين يوماً.

وإذا كانت شجرة الدر قد تنازلت عن الحكم والسلطان رسمياً، وانزوت في بيت زوجها، فإنها مارسته بمشاركة زوجها مسؤولية الحكم، فخضع هذا الأخير لسيطرتها، فأرغمته على هجر زوجته الأولى أمّ ولده علي وحرّمت عليه زيارتها هي وابنها، وبلغ من سيطرتها على أمور السلطان أن قال المؤرخ الكبير «ابن تغري بردي»: «إنها كانت مستولية على أيبك في جميع أحواله، ليس له معها كلام».

غير أن الظروف لم تكن مواتية لأن تستمر في الحكم طويلاً على الرغم مما أبدته من مهارة وحزم في إدارة شؤون الدولة وتقربها إلى العامة وإغداقها الأموال والإقطاعات على كبار الأمراء. لقيت معارضة شديدة داخل البلاد وخارجها، وخرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم وقاد المعارضة العز بن عبد السلام لمخالفة جلوسها على العرش للشرع.
وفي الوقت نفسه، ثارت ثائرة الأيوبيين في الشام لمقتل توران شاه وأغتصاب المماليك للحكم بجلوس شجرة الدرّ على سدة الحكم، ورفضت الخلافة العباسية في بغداد أن تقرّ صنيع المماليك، فكتب الخليفة المستعصم إليهم: «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً».

حول

شجر الدرّ (أو شجرة الدّر)، (ت 1257) الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية أو تركية. كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648 هـ (مايو 1250م). تولت عرش مصر لمدة ثمانين يومًا بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م). لعبت دورًا تاريخيًا هامًا أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة.