7JEWMSJD2M

أرسل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك بُصرى، وحين وصل إلى أرض مؤتة قتله شُرحبيل بن عمرو، فاشتدَّ ذلك على رسول الله، فأرسلَ جيشًا؛ لدعوة أهلها إلى الاسلام، فإن أَبَوا أمرهم بقتالهم، وأمَّر عليهم زيد بن حارثة، وقد لقيَ زيد نحبه في هذه الغزوة طعنًا، وكان ذلك في جمادى الأولى من السنةِ الثامنة للهجرة.

لقد كان لزيد بن حارثة مكانة عالية عند النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-،[١٢] ودليل ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- له: (وأما أنت يا زيدُ، فمولاي ومني وإليَّ، وأحبُّ القومِ إليَّ)

بعد نزول الآية الكريمة رضيت السيدة زينب بنت جحش بهذا الزواج مكرهةً، لكنَّها لم تكن هانئةً العيشِ مع زيد؛ إذ إنَّها لم تكن تحبه، وكانت تعيَّره في عبوديته الماضية، فتضايق زيدٌ منها وكاد أن يطلّقها، وبالرغم من علمِ النبيِّ بأنَّ زيدَ سيطلِّق زينب وسيتزوجها هو، إلَّا أنَّه لم يأذن لزيد بالطلاقِ، وأمره بالإبقاءِ عليها.[

خطب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، إلَّا أنَّ زينب وأخاها عبدالله رفضا هذا الزواجِ؛فأنزل الله -تعالى- قوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)

لقد سعى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يزوِّج حِبّه زيد من كرائمِ النِّساءِ وأقربهنَّ نسبًا له، ويظهر ذلك جليًا من أسماء زوجاته، وفيما يأتي ذكرهنَّ وذكر من أنجبت منهنَّ:
أمّ أيمن مولاة النبيِّ وحاضنته.
زينب بنت جحش.
أمّ كلثوم بنت عقبة، وقد أنجبت له زيد ورقية.
درة بنت أبي لهب.
هند بنت العوام.

About

زيد بن حارثة الكلبي (المتوفى سنة 8 هـ الموافق 629 م،) صحابي وقائد عسكري مسلم، كان مولى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان النبي قد تبناه قبل بعثته، وهو أول الموالي إسلامًا، ومن السابقين الأولين للإسلام، والوحيد من بين أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي ذُكر اسمه في القرآن.