7JEWMSJD2M

كان هذا السُلطان تقيًّا صالحًا مُلتزمًا بِحُدُود الشريعة، ووُصف بِأنَّهُ كان هو نفسه من كبار العُلماء المُسلمين في عصره، فهو «سُلطانٌ عالم»، آمن بأنَّ غايته نشر الإسلام وتوسيع رُقعة ديار الإسلام، دون أن يحمل في قلبه موقفًا مُعاديًا تجاه الأديان الأُخرى.

كان الفاتح يكنُّ احترامًا شديدًا لِلعُلماء المُسلمين، واعتقد بِسُمُوِّ مكانة العلم. ونتيجةً لِاحترامه العُلماء فقد تزيَّا بِزيِّهم، واستبدل قُبَّعة الفراء التي كان أجداده يعتمرونها بِعمامةٍ كان يلُفَّها بِنفسه، كما ارتدى سُترةً مُطرَّزةً بِالذهب فوق أطلسٍ أحمر. ويظهر في لوحة بيليني مُرتديًا فراء من دون كُمَّين، وقفطانًا أحمر، مما يوحي أنَّ الرسم وُضع خِلال الشتاء.

بِحسب المصادر، كان السُلطان محمد الفاتح مربوع القامة، وعريض المنكبين. جسده من الخصر إلى الأعلى طويل بِعكس النصف الأسفل من جسده؛ شأنه شأن السُلطان عُثمان الأوَّل، ووجهه أبيض مُحمرّ، وحاجباه مُقوَّسان، وشعره أجعد، ولحيته سوداء، ورقبته غليظة وقصيرة، وأنفه رفيع وطويل مُقدِّمته تتجه نحو الأسفل مثل منقار العُقاب. ولكن يبدو أنَّ هذا الوصف لِلفاتح يُصوِّره عندما تقدَّم به العُمر، لِأنَّ لا أحد تمكَّن من رسم صورةٍ له عندما فتح القسطنطينية وهو في الحادية والعشرين من عُمره

توفي الفاتح يوم الخميس الثالث من مايو/أيار 1481 جرّاء مرض النقرس الذي عانى منه لزمن طويل، وكان على رأس جيشه في الجانب الآسيوي من إسطنبول في طريقه لأحد الفتوحات التي لم يعلن عنها، ودفن في إسطنبول في المدفن المخصص له إلى جوار المسجد الذي بناه والمسمى باسمه.

كان الفاتح أشد سلاطين الدولة العثمانية حزما وعزما، وخلال حكمه الذي استمر لنحو 30 عاما، وسّع فتوحاته حتى دانت له آسيا الصغرى وبلاد اليونان ومعظم شبه جزيرة البلقان، وأصبح البحر الأسود بحيرة عثمانية بعد استيلائه على القرم، كما سيطر على الجزر الأيونية الواقعة بين إيطاليا واليونان، وأخضع مدينة تارنتو وهدد إيطاليا والبابوية وأوروبا بأسرها، وكان من أكبر إنجازاته القضاء على الدولة البيزنطية وفتح مدينة القسطنطينية.

About

أحدُ ملوكِ الدولة العثمانيّة، وهو في ترتيبه سابعُ سلاطينها، واسمه الكامل محمّد الثاني بنُ مراد الثاني، ولد في العام 1429م في اليوم 20 من شهر إبريل في مدينة أدرنة، ولقّبَ بعدة أسماء منها: خان، وأبو الفتوح، والغازي، والفاتح، وصاحب النبوءة، وتوفّي في العام 1481م