7JEWMSJD2M

توفيت حفصة في جمادى الأولى سنة 41هـ في المدينة في عام الجماعة أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهي يومئذٍ ابنة ستين سنة. وقيل توفيت في شعبان سنة 45هـ، وقيل سنة 47هـ، وقيل 50هـ، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة آنئذ، ودفنت في البقيع، ونزل قبرَها لدفنها أخواها عبد الله وعاصم ومعهما سالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر. وروى الواقدي عن علي بن مسلم عن المقبري عن أبيه قال: رأيت حمل مروان بين عمودي سريرها من عند دار بني حزم إلى دار المغيرة بن شعبة، وحملها أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها.

روت حفصة عدة أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثًا، منها ثلاثة اتفق عليها البخاريُّ ومسلمٌ، وانفرد مسلم بستة أحاديث، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين؛ كأخيها عبد الله، وحارثة بن وهب، وشتير بن شكل، والمطلب بن أبي وداعة، وعبد الله بن صفوان الجمحي، وابن أخيها حمزة بن عبد الله بن عمر وزوجته صفية بنت أبي عبيد وأبو سلمة التجيبي وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والمسيِّب بن رافع وغيرهم، وأورد بقيّ بن مخلد في مسنده ستين حديثًا عنها.

عُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة قالتها بعد مقتل أبيها، ذكر ابن طيفور في كتابه «بلاغات النساء» أن حفصة قالت في مرض أبيها عمر: «يا أبتاه ما يحزنك، وفادتك على رب رحيم، ولا تبعة لأحد عندك، ومعي لك بشارة، لا أذيع السر مرتين، ونعم الشفيع لك العدل، لم تخف على الله عز وجل خشنة عيشتك وعفاف نهمتك وأخذك بأكظام المشركين والمفسدين في الأرض.» ثم أنشأت تقول:

أكظم الغلة المخالطة القلب
وأعزى وفي القرآن عزائي
لم تكن بغتة وفاتك وحدًا
إن ميعاد من ترى للفناء

كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين، عائشة، بحفصة، فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضًا عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها». وكانت حفصة كثيرة الصيام والقيام، فعن نافع مولى ابن عمر قال: صامت حفصة حتى ما تفطر، ورُوي أنها كانت كثيرة التصدق والنفقة على الفقراء والمساكين. كما عُرف عن حفصة غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات.

كانت دار حفصة تقع جنوب المسجد النبوي، وقد أشار السمهودي إلى هذه الدار فيما رواه ابن زبالة عن عبد الله بن عمر بن حفص قائلاً:" مد عمر بن الخطاب جدار القبلة إلى الأساطين التي إليها المقصورة، وكانت حفصة قد ابتاعت تلك الدار من أبي بكر الصديق، وبقيت في يدها إلى أن أراد عثمان بن عفان توسعة المسجد، فطلب منها فامتنعت قائلة: "كيف بطريقي إلى المسجد، فقال لها عثمان: نعطيك دارًا أوسع منها ونجعل لك طريقًا مثلها، فسلمت ورضيت"، فأعطاها دار عبد الله بن عمر، وكانت مربدً

About

حَفْصَة بِنْتُ عُمَر بنِ الخَطَّاب العَدَوِيَّة القُرَشِيَّة (18 ق هـ - 41 هـ / 605 - 661م) هي رابع زوجات الرسول محمد، ومن أمهات المؤمنين، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر. وُلِدَت قبل البعثة بخمس سنين، وأسلمت في مكة مع أبيها، هاجرت مع زوجها الأوَّل خنيس بن حذافة السهمي إلى يثرب التي سُمِّيَت فيما بعد بالمدينة المنورة، وتوفّي زوجها إثر إصابته في غزوة أحد. ثم تزوَّجها النبي في شعبان سنة 3 هـ، فكانت رابع زوجات النبي.