لمَّا بُويع الأمير الأُمَويّ يَزيد بنُ الوَليد كخليفة بعد قِتالِه لسَلَفِه الوَليد بنُ يَزيد، خَرج عَبدُ الله بن مَعاوية بن عَبدِ الله بن جَعْفَر بن أبي طالِب عليهِ، وكان والياً أُمَويَّاً على أصْبَهان، فاتجه إلى الكُوفة، ونادَى بالثَّورة والبَيعة على الرِّضا مِن آلِ مُحَمَّد، فلبِس الصُّوف وأظهر صِفات الخير، فاجتَمَع إليه نفرٌ من أهلِ الكُوفة، فبايَعوه، إلا أن الأكثرية أمسَكَت عن مُبايَعتُه، وقالوا له: «ما فينا بقيَّة، فقد قُتل جُمهورِنا مع أهل هذا البيت - يقصدون بَنو أميَّة -»، وأشاروا عليهِ بأن يتِّجه نحو فارِس، ونواحي المَشرق، فقبِل ذلِك، وجَمع جُموعاً من تِلك النَّواحي، فغَلب على مياه الكُوفة، وهَمَذان، وقُم، والرَّي، وفارِس وغيرها من المَناطق، فأقام في أصْبَهان، واجتَمَع النَّاسُ إليه، فأخذهُم بالبيعة لِنفسِه، وكَتب إلى الأمصار يدعو بذلك، وكان أبو جَعْفَر مِن بين المُؤيدين.