7JEWMSJD2M
استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة
ذاعت شهرة البيروني كعالم في الهنديات بسبب نصين. كتب البيروني عملًا موسوعيًّا عن الهند بعنوان «تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة»، وفيه استكشف البيروني كل جانب من الحياة الهندية تقريبًا، ومنها الدين والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والعلوم والرياضيات. لكنه لم يولِ الكثير من الاهتمام أثناء رحلته إلى التاريخ العسكري والسياسي. على العكس، قرر البيروني توثيق الحياة الهندية العلمية والمدنية بصورة أكبر، مهتمًا بالثقافة والعلم والدين. استكشف البيروني الدين خلال سياق ثقافي ثري. إنه يعبر عن هدفه بشكل بسيط، كما أنه ترجم أيضًا أعمال الحكيم باتانجالي بعنوان «ترجمة كتاب الباتانجالي في الخلاص من الارتباك».
كان عالم رياضيات وفيزياء وله أيضا اهتمامات في مجال الصيدلة والكتابة الموسوعية والفلك والتاريخ. درس الرياضيات على يد العالم منصور بن عراق (970 - 1036م) وعاصر ابن سينا (980 - 1037م) وابن مسكوويه (932 - 1030م) الفيلسوفين من مدينة الري الواقعة في محافظة طهران. تعلم اللغة اليونانية والسنسكريتية خلال رحلاته وكتب باللغة العربية والفارسية. البيروني بلغة خوارزم تعني الغريب أو الآتي من خارج البلدة، كتب البيروني العديد من المؤلفات في مسائل علمية وتاريخية وفلكية ولهُ مساهمات في حساب المثلثات والدائرة وخطوط الطول والعرض، ودوران الأرض والفرق بين سرعة الضوء وسرعة الصوت، هذا بالإضافة إلى ما كتبه في تاريخ الهند. اشتهر أيضا بمؤلفاتهِ عن الصيدلة والأدوية حيث كتب في أواخر حياته كتاباً أسماه «الصيدنة في الطب» أي: الصيدلة، وكان الكتاب عن ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها.
كان المأمون يميل إليه لشجاعه المعتصم فولّاه عهده، وفي اليوم الذي توفي فيه المأمون بمدينة طرسوس بويع أبو إسحاق محمد بالخلافة ولُقّب بالمعتصم بالله، في 19 من رجب سنة 218 هجرية (10 من أغسطس سنة 833 ميلادي، وبحسب المؤرخين فقد كان يملك قوة بدنية وشجاعة مميزة، غير أنه كان محدود الثقافة وضعيف في الكتابة، وما ميّز عهد المعتصم هو استعانته بالجنود الأتراك وذلك للحد من المنافسة الشديدة بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.
رحل إلى جرجان وهو في الخامسة والعشرين وكان ذلك في عام 388 هـ/999م حيث التحق ببلاط السلطان أبو الحسن قابوس وشمجير شمس المعالي ونشر هناك أولى كتبه وهو (الآثار الباقية عن القرون الخالية) وحين عاد إلى موطنه التحق بحاشية الأمير أبي العباس مأمون بن مأمون خوارزمشاه الذي عهد إليه ببعض المهام السياسية نظراً لطلاقة لسانه وعند سقوط الإمارة بيد محمود بن سُبُكْتِكِيْن حاكم غزنة عام 407 هـ ألحقه مع طائفة من العلماء إلى بلاطه ونشر ثاني مؤلفته الكبرى (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة) كما كتب مؤلفين آخرين كبيرين هما (القانون المسعودي)، (التفهيم لأوائل صناعة التنجيم) توفي سنة 440 هـ/1048م) وأطلق عليه المستشرقون تسمية بطليموس العرب.
أميرُ المُؤمِنين وخَليفةُ المُسْلِمين المُثَمِّن المُهِيب أبُو إسْحاق مُحَمَّد المُعْتَصِم بِالله بن هارُون الرَّشِيد بن مُحَمَّد المِهْديّ بن عَبدِ الله المَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَليُّ بن عَبدِ الله بن العَبَّاس الهاشِميُّ القُرَشيُّ (شَعْبان 180 - الثَّامِن عَشَر مِن رَبيعُ الأوَّل 227 هـ / أُكْتُوبَر 796 - الخَامِس مِن يَنايِر 842 م)، المعرُوف اختصارًا بإسم المُعْتَصِم أو المُعْتَصِم بِالله، هو ثامن خُلفاء بَني العبَّاس، وكان في عهد أخيه المأمون واليًا على الشام ومصر
وفي عام 1017م، نقل محمود الغزنوي أغلب الباحثين، ومنهم البيروني، إلى غزنة، عاصمة الدولة الغزنوية. أصبح البيروني عالم الفلك والمنجم الخاص بالبلاط، وصاحب محمود أثناء غزواته في الهند، وعاش هناك عدة سنوات. كان عمر البيروني 44 عامًا عندما قام بهذه الرحلة مع محمود الغزنوي. أصبح البيروني على معرفة بكل الأمور المتعلقة بالهند. كما أنه تعلم بعضًا من اللغة السنسكريتية. أثناء هذه الرحلة، كتب البيروني دراساته عن الهند، وأنهاها نحو 1030. وبجانب هذه الكتابات، تأكد البيروني أيضًا من مد دراسته إلى العلوم أثناء رحلاته الاستكشافية. وسعى إلى إيجاد وسيلة لقياس طول الشمس، ووضع تصورا مبدئيا لأسطرلاب لهذا الغرض. كان البيروني قادرًا على إحراز تقدم كبير في دراسته عن الرحلات المتواترة التي ذهب فيها إلى أرض الهند.
عام 998م، قصد بلاط أمير زياريون بطبرستان، شمس المعالي قابوس بن وشكمير. وهناك كتب أول أعماله المهمة: الآثار الباقية عن القرون الخالية عن التسلسل الزمني العلمي والتاريخي، وذلك في عام 1000 الميلادي تقريبًا، بالرغم من أنه أجرى بعض التعديلات لاحقًا على الكتاب. كما أنه زار بلاط آل مرزبان في حكم باوندیان. وبقبوله زوال حكم آل آفريغ على يد مأمونیان، أقام البيروني سلامًا مع الأخيرة التي ستحكم خوارزم. وصار بلاطهم في غرغانج (في خوارزم أيضًا) مشهورًا بجمعه للعلماء النابغين.