7JEWMSJD2M

إستكشف المشاركات

استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة

عُرف الحارثي بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة وشهرته بها قبل أن يتحلى بمعرفة الطب، إلا أنه في بداية حياته كان نجاراً و ينحت الحجارة أيضًا، وله يد طولى في النجارة والناس كثيراً ما يرغبون إلى أعماله، وأكثر أبواب البيمارستان الذي أنشأه الملك العادل نور الدين ابن زنكي -رحمه الله- من نجارته وصنعته.

كان عمر بن الخطاب يُجل أبيًّا، ويتأدب معه، ويتحاكم إليه. وقد روى عن عمر بن الخطاب قوله: «أقضانا علي، وأقرؤنا أبي، وإنا لندع من قراءة أبي، وهو يقول: «لا أدع شيئًا سمعته من رسول الله ﷺ، وقد قال الله تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٠٦﴾ [البقرة:106]»». كما رُوي أنه طلب رجل حاجة إلى عمر، وإلى جنبه رجل أبيض الثياب والشعر، فقال الشيخ: «إن الدنيا فيها بلاغنا، وزادنا إلى الآخرة، وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة». فسأل الرجل: «من هذا يا أمير المؤمنين؟»، قال: «هذا سيد المسلمين أبي بن كعب». وحين خطب عمر بالجابية، قال: «من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيدًا، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذًا، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني؛ فإن الله جعلني خازنًا وقاسمًا». ورُوي أن أبيًا بن كعب قال لعمر بن الخطاب: «مالك لا تستعملني؟»، قال: «أكره أن يدنس دينك».

ولد في دمشق سنة 529 هجرية و نشأ فيها. سافر إلى ديار مصر وسمع شيئا ً من الحديث بالإسكندرية من شيوخها منهم رشيد الدين أبي الثناء الحراني وأبي طاهر الأصفهاني، ثم عاد إلى دمشق واستقر فيها إلى حين وفاته.

روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قوله: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، وَلكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.» وقال عمرو بن العاص: «كنت عند رسول الله ﷺ في يوم عيد، فقال: «ادعوا لي سيد الأنصار». فدعوا أبي بن كعب، فقال: «يا أبي، ائت بقيع المصلى، فأمر بكنسه»».

أبو الفضل الحارثي (1135 - 1203) هو محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارثي يكنّى بـ «أبي الفضل» ولقبه مؤيد الدين، وقد كان طبيباً و مهندساً و رياضياً و فلكياً و نحاتاً و شاعراً مسلم.

كان أبي رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير، نحيفًا، أبيض الرأس واللحية، وكان امرءًا فيه شراسة، وقد ترك من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو الدوسية، وعبد الله وأم عمرو لم يُذكر اسم أمهاتهم.

اختُلف في وقت وفاة أبي بن كعب، فقيل مات بالمدينة المنورة سنة 22 هـ، وقيل سنة 19 هـ، وقيل سنة 32 هـ، وقيل سنة 20 هـ، وقيل سنة 30 هـ وهو الراجح. وقد شهد عتي بن ضمرة يوم وفاته، فقال: «رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم، فقلت: «ما شأن هؤلاء؟»، فقال بعضهم: «ما أنت من أهل البلد؟!»، قلت: «لا»، قال: «فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب»».

بعد وفاة النبي محمد ﷺ تفرغ أبي بن كعب للعبادة، إلى أن وجد حاجة الناس إليه، فترك العبادة وجلس ليُعلّم الناس. قال مسروق بن الأجدع: «انتهى علم الصحابة إلى ستة: عمر وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن مسعود، ثم انتهى علم الستة إلى علي وابن مسعود». وقال معمر بن راشد: «عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر، وعلي، وأبي».

أسلم أبي بن كعب بن قيس بن زيد الخزرجي، وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار. ولما هاجر النبي، آخى النبي ﷺ بينه وبين طلحة بن عبيد الله، وقيل بينه وبين سعيد بن زيد. وقد شهد أبي بن كعب مع النبي ﷺ المشاهد كلها.

أسمه ونسبه
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وأسمه تيم اللات وقيل تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوي، وسمي النجار لأنه أختتن بآلة القدوم، وقيل ضرب وجه شخص بقدوم فنجره فقيل له النجار.