7JEWMSJD2M

إستكشف المشاركات

استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة

كان أحد نقباء الأنصار: بايع رسول الله على أن لا يخاف في الله لومة لائم، فقام في الشام خطيباً فقال ."يا أيها الناس، إنكم قد أحدثتم بيوعاً، لا أدري ما هي؟ ألا إن الفضة بالفضة وزناً بوزن، تبرها وعينها، والذهب بالذهب وزناً بوزن، تبره وعينه، ألا ولا بأس ببيع الذهب بالفضة يداً بيد، والفضة أكثرها، ولا يصلح نسيئة، ألا وإن الحنطة بالحنطة مدياً بمدي، والشعير بالشعير مدياً بمدي، ألا ولا بأس ببيع الحنطة بالشعير، والشعير أكثرهما، يداً بيد، ولا يصلح نسيئة، والتمر بالتمر مدياً بمدي، والملح بالملح مديٌ بمدي، فمن زاد أو ازداد فقد أربى. "

كان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، ولما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بْن الخطاب، وأرسل معه معاذ بْن جبل، وأبا الدرداء، ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم في الدين، وأقام عبادة بحمص، وأقام أَبُو الدرداء بدمشق، ومضى معاذ إِلَى فلسطين، ثم صار عبادة بعد إِلَى فلسطين، وكان معاوية خالفه في شيء أنكره عبادة، فأغلظ له معاوية في القول: فقال عبادة: لا أساكنك بأرض واحدة أبدًا، ورحل إِلَى المدينة، فقال عمر: ما أقدمك؟ فأخبره، فقال: ارجع إِلَى مكانك، فقبح اللَّه أرضًا لست فيها أنت ولا أمثالك، وكتب إِلَى معاوية: لا إمرة لك عليه.

شهد العقبة الأولى، والثانية، وكان نقيبًا عَلَى القوافل بني عوف بْن الخزرج، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي مرثد الغنوي، وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بعض الصدقات، وقال له: " اتق اللَّه، لا تأتي يَوْم القيامة ببعير تحمله له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثؤاج! "، قال: فوالذي بعثك بالحق لا أعمل عَلَى اثنين.

كان من أعلام الصحابة وقضاتهم وشهد فتح مصر وكان أمير ربع المدد وقال فيه عمر مقامه من الرجال مقام الألف في الصحيحين قال: أنا من النقباء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة الحديث وروى ابن سعد أنه ممن جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب يزيد بن أبي سفيان إلى عمر قد احتاج أهل الشام إلى مَن يعلّمهم القرآن ويفقههم فأرسل معاذاً وعبادة وأبا الدرداء فقام عبادة بفلسطين وهو أول من تولى القضاء بفلسطين، مات بالرملة سنة 34 هـ.

لقد أحب الرسول صلى الله عليه وسلّم «عبادة» حبا كثيرا، والدليل على ذلك ما يلي: قال محمد بن سابق، حدثنا حشرج بن نباتة، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي: سمع أبا قلابة يقول: حدثني الصنابحي: أن عبادة ابن الصامت حدثه قال: خلوت برسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلت: أي أصحابك أحب إليك حتى أحبه؟ قال: اكتم عليّ حياتي: «أبي بكر- ثم عمر- ثم عليّ» ثم سكت، فقلت: ثم من يا رسول الله؟ قال: «من عسى أن يكون: الزبير- وطلحة- وسعد- وأبي عبيدة- ومعاذ- وأبي طلحة- وأبي أيوب- وأنت يا عبادة- وأبيّ بن كعب- وأبي الدرداء- وابن مسعود- وابن عوف- وابن عفان- ثم هؤلاء الرهط من الموالي: سلمان- وصهيب- وبلال- وعمّار».

فعن «إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب» عن أبيه، أن «عبادة بن الصامت»، أنكر شيئا على «معاوية» فقال: لا أساكنك بأرض، فرحل إلى «المدينة المنورة» فقال له «عمر» رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين حينئذ: «ما أقدمك»؟ فأخبره بفعل «معاوية» فقال له: «ارحل إلى مكانك، فقبّح الله أرضا لست فيها، وأمثالك، فلا إمرة له عليك».
ولما استشهد «عمر» رضي الله عنه، وتولى أمر المسلمين «عثمان بن عفان» رضي الله عنه، كتب «معاوية» إلى «عثمان»: أن «عبادة بن الصامت» قد أفسد عليّ «الشام» وأهله، فإما أن تكفه إليك، وإما أن أخلّي بينه وبين الشام.

قد حدث عن «عبادة» عدد كثير، أذكر منهم: أبا أمامة الباهلي، وأنس بن مالك، وأبا مسلم الخولاني، وجنادة بن أبي أمية، وأبا إدريس الخولاني، وأبا الأشعث الصنعاني، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وغير هؤلاء كثير.
وكان «عبادة بن الصامت» رضي الله عنه أحد الصحابة الذين أسهموا بقدر كبير في تعليم القرآن وتجويده بالشام.
كما كان رضي الله عنه من الذين يتمثلون قول الرسول صلى الله عليه وسلّم «من رأى منك منكرا فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

حين أراد عمر بن الخطاب أن يصف عبادة بن الصامت قال:
رجل يعد في الرجال بألف رجل.
قال عنه ابن الخطاب هذه العبارة حين أرسله مدداً لـعمرو بن العاص في فتح مصر، إذ كان طويلا فارع الطول، أسمر البشرة، ويعد ابن الصامت من السابقين إلى الإسلام، إذ كان من رجال البيعة الأولى ومن بني عوف بن الخزرج الأنصاري، أي من الأنصار الذين نصروا وآووا وبذلوا أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله.

عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرجي الأنصاري. شهد بيعة العقبة الأولى وهو أحد الخمسة الأول من الأنصار الذين شاركوا في جمع القرآن في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، اشتهر بأنه لا يخاف في الحق لومة لائم، فقد خالف معاوية في عهد الخليفة عثمان بن عفان عندما ذهب إلى الشام يثقف أهلها.

لما ولي معاوية بن أبي سفيان الشام، ساءت العلاقة بين عبادة ومعاوية لأشياء أنكرها عليه عبادة، فقال لمعاوية: «لا أساكنك بأرض»، فرحل إلى المدينة المنورة، فقال له عمر: «ما أقدمك؟»، فأخبره بفعل معاوية، فقال له: «ارحل إلى مكانك، فقبّح الله أرضًا لست فيها وأمثالك، فلا إمرة له عليك». ثم حدث أن كان عبادة بن الصامت مع معاوية يومًا، فقام خطيب يمدح معاوية، ويثني عليه، فقام عبادة بتراب في يده، فحشاه في فم الخطيب، فغضب معاوية.