7JEWMSJD2M

إستكشف المشاركات

استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة

وقع الجفاء بين الخديوي ونوبار باشا على إثر موقف الأخير من مسألة رجوع إسماعيل باشا الخديوي الأسبق إلى مصر، فقد ساءت حالته الصحية في أوائل سنة 1895 وأرسل إلى حفيده عباس حلمي لكي يأذن له بالعودة إلى مصر لمراعة صحته وشيخوخته، وكان عباس يميل إلى تحقيق هذه الرغبة، ولكن وزارة نوبار وجدت أن رجوع إسماعيل من منفاه غير مرغوب فيه من جانب الاحتلال، فرفضت الموافقة على عودته بحجة أنها تخلق لمصر عقبات من جانب الدول التي اشتركت في خلعه، فأسرها عباس في نفسه، وأخذ المرض يلح على إسماعيل حتى توفي يوم 2 مارس 1895.

في أصل المناخ السابق من ثوابت ومتغيرات كانت مسيرة الخديوي مع الإحتلال ، جاء هذا الشاب إلى السلطة وعمره 18 عاما بحساب عمره بالسنوات الهجرية الميلادية ، وكان بصباه أمل الشاب المصري. وحين حاول "الباب العالي" سلخ شبه جزيرة سيناء من مصر تصدت إنجلترا للعثمانيين – لمصالح إنجلترا الخاصة وليس لمصلحة الخديوي – وإضطر السلطان إلى التراجع في إبريل عام 1892م .

دأت علاقات "عباس الثاني" مع مصطفى كامل بداية وطنية خالصة إلى درجة إتفاقهما على إنشاء "الحزب الوطني السري" ، ودعا إليه "أحمد لطفي السيد" وكيل النيابة بمدينة بني سويف عندما سمع بخبر "الجمعية السرية" لتحرير مصر والتي شكلها "لطفي السيد وعبد العزيز فهمي" وأخذ الثلاثة "الخديوي ومصطفى كامل ولطفي السيد" أسماء حركية .. الخديو إتخذ إسم "الشيخ" ومصطفى كامل اسم " أبو الفداء" ولطفي السيد "أبو مسلم" وإنضم إلى هذه الحزب السري "محمد عثمان" والد "أمين عثمان" و"لبيب محرم" شقيق "عثمان محرم" وآخرون ، وكانوا يجتمعون سرا في أحد المساجد بكوبري القبة للتعمية والتمويه.

إذا كانت الثوابت لدى الخديوي عباس حلمي الثاني كانت تتمثل في الوفاء لأسرة محمد علي والدفاع عن أعمال جده "إسماعيل العظيم" ووالده "الطيب الكريم توفيق!" والتأييد والمساندة للشيخ "علي يوسف" ثم الكراهية والتنديد بأحمد عرابي والعرابيين ونضيف إليها. أنه حاول الإحتماء بالدولة العثمانية صاحبة السيادة الإسمية على مصر ، وعول على مساندة السطان العثماني في وقت كان المعين في حاجة إلى من يعينه! ، وحاول أيضا أن يطلب مساندة فرنسا التي لم تكن راضية بإنفراد بريطاينيا بمصر ولكن فرنسا هي التي رفعت يدها بعد الإتفاق الودي عام 1904 ، والذي إتفقت فيه مع بريطانيا على أن تنفرد فرنسا بمراكش ، وأن تنفرد بريطانيا بمصر. وقد صاحب تلك الثوابت وهذه الآمال مواقف متغير هي الأخطاء السياسية للخديوي عباس حلمي الثاني والتي أضعفت من مواقفه الوطنية في مواجهة الإحتلال ، وسوف نشير فيما يلي إلى بعض هذه الأخطاء.

كان تعيين والي مصر من الحقوق التي آلت للدولة العثمانية منذ عصر محمد علي، وذلك عندما اشتد الصراع بينه وبين الولة العثمانية، فتدخلت الدولة الاوروبية وأملت على الدولة العثمانية تسوية لندن عام 1840. كما أصدرت فرمانات أخرىا مكملة لهذه التسوية في أول يونيو 1841. وقد نظمت التسوية العلاقة بين السلطان وولاة مصر حيث تقرر فيها لأول مرة منح محمد علي وأسرته حكم مصر بالوراثة على أن يختار الباب العالي بنفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد علي. هذا، وإذا انقرضت ذرية محمد علي يحق للباب العالي اختيار شخص لولاية مصر.

تأسست جامعة القاهرة، وبدأت عملها في عهده 1908 كما أنه هو أول من وضع منذ 1895 خطة شاملة لترميم آثار مصر الإسلامية وبدأ بهذا في جامع السلطان حسن ومسجد عمرو بن العاص ومسجد ابن طولون، وهو الذي أنشأ وافتتح محطة رمسيس للسكك الحديدية بكل جمالها، والمتحف المصري، ومتحف الفن الإسلامي، وكوبري إمبابة، وكوبري أبو العلا، وكوبري الملك الصالح، وكوبري عباس، وكوبري الجلاء، وقصر المنتزة، وفي عهده شيدت قناطر أسيوط، وقناطر إسنا، وخزان أسوان، المعروف بأنه سد أسوان القديم تمييزا له عن السد العالي، وهو الذي افتتح شبكة خطوط ترام القاهرة سنة 1896.

في عام 1906 وقعت حادثة في دنشواي، وعقدت محاكمة للأهالي وصدر ضدهم أحكام قاسية، وسافر مصطفى كامل لإنجلترا وشرح المأساة حتى نجح في خلق رأي عام ضد سياسة لورد كرومر في مصر، واستجابت الحكومة البريطانية ومجلس النواب، وهاجم الأديب أيرلندي جورج برنارد شو الاحتلال، فأعفي لورد كرومر من منصبه في 12 أبريل 1907.

طلب الخديوي عباس الإنجليز من مصر إعادة فتح السودان بأموال مصرية ورجال من مصر، ومع هذا استولى الإنجليز عليها مما زاد من كراهية المصريين للإنجليز خاصة مع ظهور مصطفى كامل ومقالته في جريدة اللواء ودعوته لوحدة مصر مع دولة الخلافة.

خلعه الإنجليز فى 10 سبتمبر 1914 و هو فى استانبول وتعرض هناك لمحاولة اغتيال على ايد شاب مصرى اسمه محمود مظهر لكن نجا فبعثه السلطان محمد رشاد لجنيف فى سويسرا ليتعالج، ولما قامت الحرب العالميه الاولى و هو بره مصر انتهز الانجليز الفرصه وخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم الرجوع لمصر ونصبوا عمه حسين كامل سلطان على مصر وفرضوا الحماية على مصر رسمى فى ديسمبر 1914.

حاول عباس حلمى التانى من غير جدوى مقاومة الاحتلال البريطانى اللى خضعت له مصر فى عهد ابيه سنة 1882. استعان فى محاربته للاحتلال البريطانى بالقوى الداخلية فى مصر وخصوصاً الظباط والمثقفين المصريين ومصطفى كامل لكنه انقلب على مصطفى كامل وعلى محمد فريد بعده وبدأ يظهر موالاة للإنجليز واحتفل بعيد ميلاد ملكهم.