7JEWMSJD2M
استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة
متدَّ سلطان دولته إلى جميع أرجاء الأرض ولم يكتفي بذلك، فأصبح الحكم يتطلع لضم بغداد إلى حدود دولته بأخذها من الحكم العباسي واستطاع بالاحتكام إلى عقله وذكائه وفطنته بجذب واستمالة أحد قادة بغداد القائد البساسيري الذي تعاون معه؛ فمدّه بالأموال والذّخيرة، وانقلب مع الخليفة الحكم ضدّ الخليفة العباسيّ
ولم تتوقف مكانة الحكم المستنصر بالله في حلقات العلم والعلماء، إذ أنّه كانَ رجلاً يخافُ الله حقّاً فعلاً لا قولاً فكان له الكثير من المواقف التي تشهد له بذلك؛ حيثُ أنَّهُ عزم على قطع كل أشجار العنب الموجودة في جميع أرجاء الأندلس كخطوة لمكفاحة وردع انتشار الخمر. وكان إنساناً عدلاً يتقي الله في أحكامه ورفيقاً برعيته.
كان الحكم المستنصر بالله مُحباً للعلم والمعرفة، فكان مخالطاً لأهل العلم داعماً لهم وحريصاً على تلبية كفاية حاجاتهم حتى يتفرغوا للعلم كما كان يوفر لهم ما يحتاجونه من الكتب فيُرسل بإحضار المفقود منها من مختلف الأقطار، ولم يكن يكتفي بإحضارها وحسب بل كان يُطالعُها ويبدي رأيه فيها ويعتمد العلماء آرائه وملاحظاته عليها
أنفذ أبو بكر الجيوش نحو الشمال عقب تجمعهم بالمدينة بعد أن عقد لأربعة من الأمراء، هم: أبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة. ووجه عمرو بن العاص إلى فلسطين ويتراوح عديده بين ستة وسبعة آلاف مقاتل، على أن يسلك طريق البحر الأحمر حتى العقبة فوادي القرى فالبحر الميت وصولًا إلى بيت المقدس، وخرج من المدينة في 3 محرم 13هـ الموافق فيه 10 مارس 634م. وأمرهم أن يعاون بعضهم بعضا وأن يكونوا جميعا تحت إمرة أبي عبيدة، وأمر عمرو أن يمد الجيوش الأخرى إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وصل كتاب أبي بكر الصديق إلى عمرو، يطلب منه المجيء لاستعماله في فتوح الشام. فكان كتاب أبي بكر: «إني كنت قد رددتك على العمل الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاكه مرة، وسماه لك أخرى، مبعثك إلى عمان إنجازا لمواعيد رسول الله ﷺ فقد وليته ثم وليته. وقد أحببت أبا عبد الله أن أفرغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك منه إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك.»، فكتب إليه عمرو: «إني سهم من سهام الإسلام، وأنت بعد الله الرامي بها والجامع لها، فانظر أشدها وأخشاها وأفضلها فارم به شيئًا إن جاءك من ناحية من النواحي».............
فتوح الشام
بعد انتهاء حروب الردة عاد عمرو إلى عُمان، وعلى الجانب الآخر نجحت المناوشات العسكرية بين المسلمين والفرس، تطور هجوم المسلمين نحو العراق، وسرعان ما حقق المسلمون نجاحات واسعة حملتهم على العراق، مما دفع الخليفة الأول أبو بكر للتفكير بجدية في فتح الشام. استشار أبو بكر كبار الصحابة في هذا الأمر، وخطب فيهم، فأيده معظمهم، ولكن أشار عليه عبد الرحمن بن عوف بألا يقتحم أرضهم، وأن يبدأ بالإغارة على أطراف أراضيهم، ثم يبعث إلى قبائل اليمن وربيعة ومضر ليستنفرهم للجهاد. استحسن أبو بكر رأي ابن عوف، أمر بدعوة الناس لغزو الروم.
................
حروب الردة
أرسل أبو بكر الصديق في طلب عمرو، فأقبل حتى قدم بلاد بني عامر، ونزل على قرة بن هبيرة، وكان قرة قد ارتد عن الإسلام، فلمّا أراد عمرو الرحيل خلا به قرة وقال: «يا هذا. إن العرب لا تطيب لكم نفسًا بالإتاوة فإن أعفيتموها فستسمع لكم وتطيع، وإن أبيتم فلا تجتمع عليكم»، فقال له عمرو: «أكفرت يا قرة؟ تخوفنا بردة العرب! فوالله لأوطئن عليك الخيل في حفش أمك». ولمّا وصل عمرو المدينة أخبر المسلمين بما رآه، وأن العساكر معسكرة من دبا إلى المدينة. وولاه أبو بكر على جيش كثيف من المسلمين لحرب قضاعة، الذين حاربهم من قبل في سرية ذات السلاسل، وانتصر عمرو عليهم.