7JEWMSJD2M

إستكشف المشاركات

استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة

قرر المَنْصُور لاحِقاً إنشاء خزانات لهذه الترجمات وغيرها من المخطوطات القيَّمة في شتى المجالات، وحتى نهاية عهده كانت مخطوطات التراث ودفاتر الترجمة والتأليف تُحفظ في قصر الخلافة في بَغْدَاد، حتى ضاق عنها على سعة قصره، واستمرَّ مِن بعده الاهتمام بتطوير بيتُ الحِكْمَة من قبل خُلفائه.

ونتيجةً لاهتمامِهِ بالعِلم والعُلماء، قام المَنْصُور باجتذاب الأطباء النَّساطِرة إلى العاصِمة العَبَّاسِيَّة بَغْدَاد، وتُرجِمت لهُ كتب في الطُّب، والنجوم والهندسة، والآداب، وترجم في عهدِه مؤلفات كثيرة في الطب من الإغْرِيقيَّة إلى العَرَبيَّة، كما أن المَنْصُور طلب من مَلِك الرُّوم أن يرسل له أعمال إقليدس والمَجَسْطِي لبطليموس، وترجم كتاب إقليديس للعربية

أنهى ثَورة مُحَمَّد النَّفس الزَكيَّة العَلويُّ الهاشِميّ، والذي ثار طلباً للخِلافَة، وغيره من الثَّورات والاضطَّرابات التي استطاع بِفضل حِنكَتِهِ السَّياسيَّة واختياره للقادة الأكُفَّاء، من التغلَّب على جميع المخاطر التي أحاطت بِدولة الخِلافَة، كما قام بِفتح منطقة طَبَرسْتان، واعتَنى بتأمين الحُدود، فأقام التحصينات على طُول الحُدود مع الرُّوم، وأغار عليهم حتى أجبَرهُم على دفع الجِزية.

ظهرت ثورات عديدة في خِلال فَترة المَنْصُور، أخطرها كانت تتمثل في ثَورة عَمِّه عَبدُ الله بنُ عَلِيّ العَبَّاسِيّ الذي رَفض خِلافته، ومن ثُم استطاع مِن القضاء على القائد العسكريّ العَبَّاسِيّ أبُو مُسلِم الخُراسَانيّ بسبب استشعاره بالخَطَر من نُفوذه المُستفحِل وطُمُوحه الكبير

وساهم في تثبيت حُكم بَني العَبَّاس، وقد عيَّنهُ السَّفاح والياً على أرمِينيَّة، وآرَّان والجزيرة الفُراتيَّة، كما استعان بِه في إخماد عددٍ من الثَّورات التي قامت ضد الخِلافَة العَبَّاسِيَّة، وقد عهد السَّفاح بالخِلافَة لأخيه من بعده، فبعد وفاتِه في الحادي عَشَر مِن ذُو الحجَّة 136 هـ / العاشِر من يُونيو 754 م، بُويع عَبدُ الله خَليفةً على المُسْلِمين، ولُقِّب بالمَنْصُور.

وُلِدَ المَنْصُور في الحُمَيْمَة في منطقة جُند الأُردُن، ونشأ بها، ثم ارتحل إلى الكُوفَة مع عائلته بعد أن قام الخَليفة مُروان بن مُحَمَّد آخِر خُلفاء بَني أُميَّة، بالقبض على أخيه إبراهِيم الإمام. وفي أثناء الثَّورةُ العَبَّاسِيَّة، ساعد المَنْصُور أخاهُ السَّفاح في السيطرة على رُبوع الخِلافَة الإسلامِيَّة بعد أن قضوا على حُكمِ بَني أُمَيَّة

هُو المؤسس الحقيقي للخِلافَة العَبَّاسِيَّة، وباني بَغْدَاد، بُويع له بالخِلافة في الثَّالِث عَشَر مِن ذُو الحجَّة 136 هـ / العاشِر من يُونيو 754 م، بعد وفاة أخيه أبي العَبَّاس السَّفاح، فقد كان السَّفاح أصغر منه سنًا، ولكن تولى الإمامَة ومِن ثُم الخِلافَة قبله، امتثالًا لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، لِكون والِدة السَّفاح عَربيَّة حُرَّة، بينما والِدة المَنْصُور أُمُ وَلَدٍ بَربريَّة.

اميرُ المُؤمِنين وخليفةُ المُسْلِمين أبُو جَعْفَر عَبدُ الله المَنْصُور بن مُحَمَّد بن عليّ بن عَبدِ الله بن العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب الهاشِميّ القُرشيّ (صَفَر 95 - السَّادِس مِن ذُو الحجَّة 158 هـ / نُوفَمْبَر 713 - السَّادِس مِن أُكتُوبَر 775 م) المعرُوف اختصارًا أبُو جَعْفَر المَنْصُور أو المَنْصُور، هو ثاني خُلفاء بَني العَبَّاس، والخَليفة الواحِد والعشرُون في ترتيب الخُلَفاء بعد النَّبيُّ مُحَمَّد

توفي سنة 334 هـ / 946 م بدمشق. وعندما توفي، أوصى لابنه أبو القاسم أنوجور، الذي كان صغيراً، بالخلافة، فكان وصيه هو أبو المسك كافور الإخشيدي الذي حافظ علي ممتلكات الدولة الإخشيدية وقام بتوسيعها.

حدث في 22 جُمادى الآخرة 334هـ المُوافق فيه 29 كانون الثاني (يناير) 946م، خُلع الخليفة العبَّاسي المُستكفي على يد مُعز الدولة البُويهي المُستبد بِدولة الخِلافة العبَّاسيَّة، وبايع بدلًا منه أبو القاسم الفضل بن المُقتدر ولقَّبه بـ«المُطيع لِله»، فثبَّت المُطيع الإخشيد على أعماله وزاد عليها الثُغُور والحرمين واليمن، وخُطب لهُ على منابرها.