7JEWMSJD2M

إستكشف المشاركات

استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة

ان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- واسع العلم، وعُرف بعلمه وفقهه، وتميّز بالإفتاء والقضاء، قال في وصفه الشعبيّ: "قضاة هذه الأمة أربعة: عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت"، جمع أهل البصرة حينما كان والياً عليها وخطبهم قائلاً: "إنّ أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم، أعلّمكم كتاب ربكم، وسنّة نبيّكم، وأنظف لكم طرقكم".

يقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأبي موسى: (يا أبا مُوسَى لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمارًا مِن مَزامِيرِ آلِ داوُدَ)،قال ابن حجر في معنى المزمار: "الصوت الحُسن، وأصله الآلة؛ أُطلق على الصوت للمشابهة"، فقد كان -رضي الله عنه- عذب الصوت بالقرآن.

أُوتي أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- مزماراً من مزامير آل النبي داود؛ وذلك لحُسن صوته وجودته في تلاوة القرآن الكريم، فقد كان -رضي الله عنه- حافظاً لكتاب الله -تعالى-، حيث أقرأه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن فحفظه وأتقنه، واشتهر -رضي الله عنه- بكثرة تلاوته لكتاب الله، وقيام الليل به، ثمّ أقرأه للناس حتى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أرسله قاضياً ومعلّماً إلى أهل اليمن.

ولما استُخلف عثمان بن عفان بعد مقتل عمر بن الخطاب، عزل عثمان بن عفان أبا موسى عن البصرة، وولّى مكانه عبد الله بن عامر بن كريز.
فخرج أبو موسى من البصرة وما معه سوى 600 درهم عطاء عياله، وانتقل إلى الكوفة، وأقام بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص، وطلبوا من عثمان أن يستعمل أبا موسى عليهم، فاستعمله، وبقى عليها حتى قُتل عثمان، فعزله علي بن أبي طالب عنها.
ولما اندلعت فتنة مقتل عثمان، اختار أبو موسى الانضمام إلى حزب علي بن أبي طالب، الذي اختاره ليكون مُحكّمًا في جلسة التحكيم التي لجأ إليها الفريقان بعد وقعة صفين.

بعد وفاة النبي محمد، شارك أبو موسى في الفتح الإسلامي للشام، وشهد وفاة أبو عبيدة بن الجراح، وخطبة عمر بن الخطاب بالجابية.
وفي سنة 17 هـ، عزل عمر بن الخطاب المغيرة بن شعبة عن البصرة، وولى أبا موسى، وكتب إليه عمر بالمسير إلى الأهواز، فافتتحها عنوة، وقيل صُلحًا، وافتتح أصبهان سنة 23 هـ

حفظ أبو موسى القرآن، وقرأه على النبي محمد ﷺ، وقرأه عليه حطان بن عبد الله الرقاشي وأبو رجاء العطاردي وأبو شيخ الهنائي. وكان أبو موسى من أطيب الناس صوتًا بالقرآن، حتى قال عنه النبي محمد: «لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود».
وقال أبو عثمان النهدي: «ما سمعت مزمارًا ولا طنبورًا ولا صنجًا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة، من حسن صوته».

عاصر أبو موسى النبي محمد لسنوات، وسمع منه الحديث النبوي. وقد عدّ له الذهبي 163 حديثًا في مسند بقي بن مخلد، وأحصى له 49 حديثًا في الصحيحين، وتفرد البخاري بأربعة منها، ومسلم بخمسة عشر حديثًا.
وكان أبو موسى يتهيّب أن يُكتب الحديث على لسانه، فقد ذكر ابنه أبو بردة أنه كتب أحاديث عن أبيه، فعرف أبو موسى بذلك، فمحاها، وقال: «خذ كما أخذنا».

مكانة أبي موسى الأشعري العلمية في الكوفة بعدما رحل أبو موسى الأشعري إلى الكوفة وبقي فيها عدة سنوات تفرّغ في تعليم طلاب العلم وتدريسهم الفقه والحديث وقراءة القرآن، وأولى اهتماما كبيرًا في تنشئة الجيل الذي كان يُعلمه، ولاجتهاده نشأ جيل من التابعين في مدينة الكوفة متعلمين لسنن وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، كما كان لأبي موسى الأشعري تلاميذ في البصرة كان له كذلك تلاميذ كُثُر في الكوفة.

مكانة أبو موسى العلمية في البصرة استمرت خلافة أبو موسى الأشعري رضي الله عنه في البصرة مدة اثنتي عشر عامًا، وخلال هذه المدة اهتمّ بإقراء أهل البصرة وتعليمهم الفقه، والقضاء بينهم بعلمه وعدله، كما أنه ساعد في تعليم أهل البصرة بأفعاله وأقواله آداب الإسلام كافة.

كان أبو موسي الأشعري رضي الله عنه مجاهداً ملازماً للرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز ما شارك به: فتح مكة ومعركة حنين، وقد استمر بجهاده وفتوحاته بعد زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.

image