7JEWMSJD2M

إستكشف المشاركات

استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة

تمكّن المعز لدين الله من بناء جيش فاطمي قويّ ومتين، واختار أفضل القادة للفتوحات الإسلامية، وتوحيد بلاد المغرب تحت حكمه ورايته، وقد امتد نفوذ المعز لدين الله في ذاك الوقت إلى جنوب إيطاليا.

طبق المعز لدين الله سياسة عقلانية ورشيدة في الدولة، وقد ساعدت سياسته على إصلاح الأمور التي أفسدتها ثورات الخارجين عن الدولة.

كان المعز لدين الله متقنًا لرئاسة وإدارة شؤون الدولة الفاطمية نظرًا لفطنته، وقدرته على تصريف الأمور.

تولى المعز لدين الله الخلافة الفاطمية في العام 341 هـ، وذلك خلفًا لأبيه الخليفة المنصور أبي طاهر إسماعيل، الذي كان الخليفة الثالث بين قائمة الخلفاء الفاطميين.

أدرك المعز لدين الله ثلاثة من الخلفاء الفاطميين وهم؛ المهدي، والقائم، ووالده المنصور، وتربى المعز لدين الله في قصور المهدية، وقد نال علمه وثقافته في جزيرة صقلية، ويُجدر بالذكر أنه كان المعز لدين الله من الرجال الذين ذكرهم التاريخ لما كان يتصف به من الحكمة، والعطف، وطيبة القلب، وغيرها من الصفات الحميدة.

رُزق المعز لدين الله بأربعة أولاد وهم؛ تميم الشاعر، وعبدالله، وعُقيل، والعزيز، فضلًا عن إنجابه لابنتين وهما؛ رشيدة، وعبدة، وتُوفيّ الخليفة المعز لدين الله الفاطمي رابع الخلفاء الفاطميين، والمؤسس للدولة الفاطمية في مدينة القاهرة، في 16 من ربيع الآخر لعام 365 هـ.

تحلّى المعز لدين الله الفاطمي بمجموعة من الصفات التي جعلته من أهم رجال الدولة الفاطمية ومنها:
- الذكاء والنجابة منذ الصّغر.
- كثرة الحلم على الرعية، وتلبية مطالبهم.
- الاستماع للمظلومين، ورفع مظالمهم. العدل، والإحسان إلى الآخرين. - التمسك بالدين الإسلامي.
- التواضع التام، فلا يمشي بمواكب، وينزل للسوق لوحده.

أرسل المعز جيشه بقيادة جوهر الصقلي في حروب ضد قبائل المغرب وأمويي الأندلس. كما أكدت غاراته على إيطاليا سيادة الفاطميين على البحر المتوسط على حساب البيزنطيين. وتوفي الخليفة المعز لدين الله في القاهرة في 16 ربيع الثاني 365 هـ/23 ديسمبر 975م.

لم تطل الحياة بالمعز في القاهرة ليشهد ثمار ما أنجزته يداه، لكن حسبه أنه نجح في الانتقال بدولته من المغرب التي كانت تنهكها ثورات البربر المتتالية، ولم تدع له فرصة لالتقاط أنفاسها حتى تكون مستقرا جديدا للتوسع والاستمرار، وأنه أول خليفة فاطمي يحكم دولته من القاهرة، عاصمته الجديدة.

قضى المعز لدين الله القسم الأكبر من خلافته في المغرب، ولم يبق في مصر إلا نحو 3 سنوات، ولكنها كانت ذات تأثير في حياة دولته، فقد نجح في نقل مركز دولته إلى القاهرة، وأقام حكومة قوية أحدثت انقلابا في المظاهر الدينية والثقافية والاجتماعية في مصر، ولا تزال بعض آثاره تطل علينا حتى الآن، وجعل من مصر قلبا للعالم الإسلامي ومركزا لنشر دعوته الإسماعيلية والتطلع إلى التوسع وبسط النفوذ.