7JEWMSJD2M

إستكشف المشاركات

استكشف المحتوى الجذاب ووجهات النظر المتنوعة على صفحة Discover الخاصة بنا. اكتشف أفكارًا جديدة وشارك في محادثات هادفة

كان السفاح أبيضا جميلاً طويلاً، أقنى الأنف، جعد الشعر، حسن اللحية، حسن الوجه، وفصيح الكلام، حسن الرأي، جيد البديهة، حيث دخل عليه في أول ولايته عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقال له: «يا أمير المؤمنين، أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف»، فأشفق عليه الحاضرون أن يعجل السفاح عليه بشيء أو يترك جوابه، فيبقى ذلك مسبة عليه وعليهم، فأقبل السفاح عليه غير مغضب ولا منزعج، فقال: «إن جدك علياً كان خير مني وأعدل، وقد ولي هذا الأمر، فأعطى جديك الحسن والحسين، وكانا خيراً منك، شيئاً قد أعطيتكه وزدتك عليه، فما كان هذا جزائي منك»، فما رد عليه عبد الله بن حسن جوابا، وتعجب الناس من سرعة جوابه وجدته وجودته على البديهة، وقد لُقّبَ أبو العباس بالسفاح، وذلك لأنه في آخر خطبته في الكوفة قال: «أنا السفاح المبيح، والثائر المنيح»، وقيل لكثرة ما أراقه من دم الأمويين، وقيل أنه لُقب بهذا بسبب كرمه وإغداقه في العطاء؛ لأن السفاح تعني المعطاء.

تكمُن أهمية أبي العباس السفاح في أنه استطاع إنهاء الدولة الأموية، وإعلان قيام الدولة العباسية، وقد عمل السفاح على إنهاء وجود بني أمية بعد أن بايعه الجميع في الكوفة، فكانت أولى اتجاهاته هي القضاء على الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد، وقد استغرق حوالي ثمانية شهور حتى استطاع القضاء على مروان بن مُحمد نهائيًا، وقتله في مِصر، وبعد أن بُويِعَ السفاح أخذ يضع الولاة الجدد على البلدان، وكان معظمهم من أقاربه.

لما علم أهل الكوفة أن إبراهيم بن محمد قد قُتِل أراد أبو سلمة الخلال أن يجعل الخلافة في آل علي بن أبي طالب، فتواصل مع جعفر الصادق، وعبد الله بن الحسن المثنى، وعمر الأشرف بن علي زين العابدين، فلم يستجيبوا ويستمعوا له، وغلبه النقباء والأمراء أيضًا، وبعدما غلب الأمراء أبو سلمة الخلال أتوا بأبي العباس السفاح، وسلموا عليه بالخلافة، وكان عمره حينئذٍ ستة وعشرون عاماً، وكان أبو سلمة الخلال أول من سلم عليه بالخلافة.

قد لقي كلام أبي هاشم لابن عمه محمد موقعًا من نفسه، وكان رجلًا طموحًا، وكان له أكثر من عشرين أخًا يدعمونه بالإضافة إلى أبنائه؛ فحمل محمد بن علي الفكرة، وهي إزالة ملك بني أمية، وبدأ يعمل على تنفيذها، وقد تم اختيار الكوفة وخراسان كنقطتي انطلاق للدعوة.

بدأت الدعوة العباسية بعدما ذهب أبو هاشم عبد الله بن محمد إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك؛ ليزوره، وقد رحب به سليمان وأكرمه.
مرض أبو هاشم عبد الله بن محمد، وشعر بدنو أجله، وأُشيع أن سليمان قد سمَّه، فذهب أبو هاشم إلى الحميمة ونقل ذلك إلى ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وطلب منه أن يقتص من بني أمية، وذلك عام 99 هـ.

قد تزوج من أم سلمة بنت يعقوب المخزومية، وولدت له ابنه محمداً وابنته ريطة، وقد جعل أخاه أبا جعفر المنصور ولي عهده، فخلفه في حكم الدولة العباسية.

ولد أبو العباس السفاح في الحميمة -قرية موجودة بالأردن حالياً- من أرض الشراة من البلقاء في الشام في أيام حكم الأمويين عام 104 هـ الموافق 721، وتربى ونشأ بها، حتى قَتَل الخليفة الأموي مروان أخاه إبراهيم الإمام عام 132 هـ، حيث سأل مروان عن إبراهيم فقيل له: هو بالبلقاء، فكتب إلى نائب دمشق أن يحضره، فبعث نائب دمشق بريداً، ومعه صفته ونعته، فذهب الرسول فوجد أخاه أبا العباس السفاح، فاعتقد أنه هو فأخذه، فقيل له: إنه ليس به، وإنما أخوه، فدُلَّ على إبراهيم، فأخذه وذهب معه بأم ولد كان يحبها، وأوصى إلى أهله أن يكون الخليفة من بعده أبو العباس السفاح، وأمرهم بالمسير إلى الكوفة، فارتحلوا من يومهم إليها، منهم أعمامه الستة.

اتخذ من الكوفة عاصمة لدولته في بادئ الأمر ثم تحول عنها إلى الأنبار، ولكن خلافته لم تدم طويلا، حيث توفي بالجدري في الأنبار يوم الأحد الموافق الحادي عشر، وقيل: الثالث عشر من ذي الحجة عام 136 هـ الموافق 754 بعد أربعة أعوام من توليه الخلافة

واجه محاولات عديدة للخروج عليه، لكنه استطاع أن يقضي عليها جميعها مستعيناً بأبي مُسلم الخُراساني وفئة من أهلِه وعشيرته، وكانوا كثرة، وكان شديد البطش والتنكيل بخصومه، وكان معظم ولاته من أعمامِه وبني أعمامِه.

كان مولده بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء (في الأردن حالياً) في الشام في أيام حكم الأمويين عام 104 هـ الموافق 721، ونشأ بها حتى أخذ مروان بن محمد أخاه إبراهيم الإمام، فانتقلوا إلى الكوفة التي بويع له فيها بالخلافة بعد مقتل أخيه في حياة مَرَوانَ، وذلك في يوم الجمعة 12 ربيع الأول 132 هـ الموافق 25 يناير 750، وبذلك تحولت الدعوة العباسية على يديه إلى دولة.